الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

آثار الإسكندرية الغارقة.. هيرقليون والمنارة والمكتبة متاحف احتضنتها أعماق البحر


تحتفل عروس البحر الأبيض المتوسط، بمرور 2400 عام على إنشائها، بأمر من القائد المقدوني "الإسكندر الأكبر"، لتكون عاصمة مصر، قبل 24 قرنًا من الزمان، فالمدينة القديمة، التي أنشئت عام 332 قبل الميلاد، نسجت الأساطير حولها قصصًا ظلت خالدة، قبل أن تغرق آثار الإسكندرية، التي نالت من الأهمية، ما جعلها متاحف تضم آثار الملوك والعلماء الذين عمروها.

"هيرقليون"، هو الاسم الذي أطلق على مدينة أبوقير القديمة، التي غاصت في مياه خليج أبو قير، والتي لاقت نفس مصير "الإسكندرية" بقصورها الملكية ومعابدها، التي غاصت هي الأخرى تحت أقدام الميناء الشرقي، بين قلعة "قايتباي" و"لسان السلسلة"، في أواخر القرن الثامن، ولم يكن للآثار الصامدة فرصة للنجاة من الغرق، بعد أن ضربتها زلازل متتابعة قضت على المدينتين.

الأثري أحمد عبدالفتاح، أكد أن المدينتين القديمتين عندما غرقا، مالتا في اتجاه واحد، كأنهما تم بناؤهما فوق جرف أرضي انهار بهما فجأة، مما أدى لاختفائهما.


مدينة الإسكندرية وهرقليون

يقول الأثري أحمد عبدالفتاح، إن مدينة "هرقليون" تقع في نفس منطقة أبو قير حاليا، شمال شرقي الإسكندرية، وبجانب كونها مركزًا دينيًا بارزًا، كانت نقطة تجارية رئيسية على البحر المتوسط في القرن السادس.

وأشار إلى أن علماء الآثار، عندما بدأوا الغوص في هذا الموقع في تسعينيات القرن الماضي، اكتشفوا أطلال معبد "هرقليون"، الذي كان مخصصًا لـ"آمون" و"هرقل-خونسو"، كما عثروا أيضًا على تماثيل ضخمة للآلهة وللملوك البطالمة، وزوجاتهم وآنياتهم وجواهرهم، والعديد من السفن الخشبية المحطمة، فضلًا عن مئات آنية "الأمفورا" اليونانية والرومانية، التي جعلت ذلك الموقع شاهدًا على الصلات التجارية الوطيدة بين مصر والإمبراطورية الرومانية.

ويتابع، ترقد أطلال مدينة الإسكندرية الأسطورية تحت مياه الميناء الشرقي، أمام تمثال الجندي المجهول بالمنشية، جعلت من هذه المدينة المتحفية، أسطورة حضارية وأثرية، ولغزًا مدفونًا في أعماق البحر، مشيرًا إلى أن جهات رسمية، والعديد من المنظمات غير الحكومية، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، تعمل على بناء متحف تحت الماء؛ لعرض هذه الأشياء للجمهور.

فنار الإسكندرية

ظل تحديد موقع فنار الإسكندرية القديم - أحد عجائب الدنيا السبع- والذي انهار عام 1333 ميلادية، إثر زلزال مدمر، عبر قرون عديدة، لغزًا محيرًا للعلماء، فالثابت تاريخيًا أن الفنار أُنشئ عام 280 ق.م، على يد المعماري الإغريقي "سوستراتوس"، وكان طوله يبلغ 120 مترًا، ويعتقد البعض، أن الحجارة المستخدمة في بناء قلعة "قايتباي" هي من أحجار الفنار، ويعتقد أيضًا أن موقع القلعة هو ذاته موقع الفنار المنهار.

البداية الدمار كانت عام ''702 هـ - 1303 م''، عندما ضرب زلزال عظيم مدينة الإسكندر وألحق دمارًا هائلًا، تصدعت على إثره جدران فنار الإسكندرية، وحينها أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون، حاكم مصر بترميمه.

ومع تتابع الزلازل لم يصمد طويلًا، وأخذت أحجاره في الانهيار، وبعد سنوات قليلة أمر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي، بتشييد قلعة حربية مكان الفنار؛ للدفاع عن ميناء الإسكندرية، الذي أخذ يتعرض لهجمات من القراصنة الأوروبيين، وبقايا الصليبيين في جزر المتوسط.



قصر كليوباترا المفقود

"قصر كليوباترا" أشهر الآثار الغارقة في العالم، وهو غارق قبالة شواطئ الإسكندرية، ويعتقد أنه كان مبنيًا على جزيرة تعرضت للغرق بعد زلزال قوي ضرب سواحل الإسكندرية.

مكتبة الإسكندرية القديمة

مكتبة الإسكندرية القديمة كانت أكبر المكتبات في عصرها، ومن المرجح أن يكون مؤسسها "بطليموس الأول"، بينما يقال إنه تم تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر قبل 23 قرنًا، ويقال أيضًا، أنه تم تأسيسها على يد "بطليموس الثاني"، في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، عام (285 - 247) قبل الميلاد.

وبحسب الباحثة الأثرية هند السماديسي، فإن المكتبة تعرضت خلالها تاريخها الطويل للعديد من الحرائق، حتى أتت الحرائق على محتواها تماما في عام 48 ق.م.، وفي عام 2002 تم إعادة بنائها تحت اسم مكتبة الإسكندرية الجديدة .

ترجع شهرة مكتبة الإسكندرية، إلى أنها أقدم مكتبة حكومية عامة في العالم القديم، ضمت كتب وعلوم الحضارتين الفرعونية والإغريقية، والتقت بين جدرانها علوم الشرق والغرب، فهي نموذج للعولمة الثقافية القديمة، التى أتيحت الحضارة "الهللينستية"، وضمت نصف مليون لفافة بردى، كانت بها كتب تغطى جميع المعارف والفنون السائدة فى ذلك العصر.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق