الأحد، 24 ديسمبر 2017

الكثير من الاكتشافات الأثرية المصرية في 2017


عام حافل بالاكتشافات الأثرية شهدته وزارة الآثار، حيث تمخضت جهود الوزارة عن عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة التي لفتت أنظار وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

كان أول هذه الاكتشافات الكبرى في 9 مارس 2017 حينما أعلنت وزارة الآثار عن اكتشاف تمثالين بمنطقة "سوق الخميس" بحي المطرية بالقاهرة، وذلك ضمن أعمال البعثة المصرية الألمانية العاملة بالمنطقة. وتناقلت وكالات الأنباء آنذاك توقعات تشير إلى أن أحد التمثالين يعود للملك سيتي الأول، فيما يعود الثاني للملك رمسيس الثاني.

هذه التوقعات أثارت ضجة كبيرة في الصحف العالمية التي تتلهف شوقًا لأي اكتشافات جديدة تخص الملك المصري العظيم، غير أن التمثال – الذي تراوح طوله ما بين 6 و 7 أمتار وبلغ وزنه نحو 8 أطنان- خيب ظنون الجميع، حيث أعلنت "الآثار" في مؤتمر صحفي بعدها بأيام في المتحف المصري بالتحرير عن أن التمثال يعود للملك بسماتيك الأول مؤسس الأسرة السادسة والعشرين.

وكانت الآثار قد أزاحت الستار قبل ذلك بيوم واحد عن القطع الأثرية التي تم اكتشافها بالأقصر، وهي بعض الأجزاء من تماثيل الإلهة سخمت يقدر عددها بـ66 تمثالا خلال موسم الحفائر لعام 2017، وذلك في إطار مشروع "ترميم تمثالي ممنون ومعبد الملك أمنحتب الثالث" ضمن أعمال الحفائر التي تقوم بها البعثة في المنطقة المحصورة بين الفناء وقاعة الأعمدة بالمعبد للبحث عن بقايا الجدار الفاصل بين الفناء والقاعة، فيما أوضح د.خالد العناني، وزير الآثار، في جولة بالأقصر في 23 مارس أن إجمالي عدد القطع التي تم العثور عليها بالموضع – وتخص الإلهة سخمت- 109 قطعة أثرية.

وفي 23 مارس أعلنت البعثة عن اكتشاف تمثال من الألبستر للملكة "تي" زوجة الملك أمنحتب الثالث، وهو الاكتشاف الذي وصفه العناني بـ"المهم والفريد" مشيرًا إلى أن تلك كانت المرة الأولى التي يتم فيها العثور على تمثال من الألبستر للملكة تي.

لم تكد تمر أيام على تلك الجولة، وتحديدًا في 3 أبريل، أعلنت "الآثار" عن العثور على بقايا هرم بمنطقة دهشور، يعود للأسرة الثالثة عشرة أي أنه كان قدم تشييده قبل 3700 عام، وذلك بجبانة دهشور بالقرب من الهرم المنحني للملك سنفرو، موضحة أن الجزء المكتشف هو جزء من البناء الداخلي له وهو عبارة عن ممر يؤدي إلى داخل الهرم ثم يرتفع عن مستوى سطح الأرضية ليؤدي إلى ممر منحدر من جهة الجنوب ومدخل إلى حجرة أخرى من جهة الغرب.

وفي 9 مايو أعلنت بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة عن اكتشاف "مقبرة ضخمة" بقرية تونا الجبل بمحافظة المنيا تضم عددًا ضخمًا من المومياوات تعود للعصر اليوناني المتأخر، لكهنة الإله "جحوتي"، وأشار العناني إلى أن أهمية الكشف تعود إلى أنه الأول في المنطقة منذ عمليات التنقيب التي تمت في الفترة من 1930 حتى 1950.

في 9 سبتمبر أعلنت الوزارة عن اكتشاف مقبرة بمنطقة "دراع أبو النجا" بالبر الغربي بمحافظة الأقصر، تعود لعصر الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشرة، وهي لأمنمحات صانع مجوهرات آمون، المعروف بـ"صانع الذهب".

ورغم أن المقبرة لم تكن بحالة جيدة، فإن القطع المكتشفة بداخلها تعد قطعًا مهمة، حيث تم العثور – بالإضافة لمومياوات لست نفر زوجة أمنمحات وولديه- على أختام جنائزية، بالإضافة لعشرات من التماثيل الجنائزية المعروفة باسم "الأوشابتي" فضلًا عن عدد من التوابيت.

ومن الأقصر إلى المنيا، حيث أعلنت البعثة المصرية الإنجليزية من جامعة كمبريدج البريطانية، في 30 سبتمبر، عن اكتشاف تمثال من الجبس لرأس الملك إخناتون وذلك داخل معبد آتون الكبير بمدينة تل العمارنة بمحافظة المنيا. وترجع أهمية هذا الكشف إلى أنه قد يقود لكشف بعض من أسرار هذه الحقبة، حقبة إخناتون، الذي أرسى لعقيدة توحيدية تقوم على عبادة آتون.

في 16 أكتوبر عدنا لرمسيس الثاني، ولكن هذه المرة ليس تمثالًا، حيث أعلنت البعثة المصرية التشيكية عن العثور على بقايا معبد للملك رمسيس الثاني بمنطقة أبي صير بالبدرشين التابعة لمحافظة الجيزة.

وترجع أهمية هذا الكشف، حسب مدير البعثة التشيكية ميروسلاف بارتا، إلى أنه يعد الدليل الوحيد على نشاط رمسيس الثاني بجبانة منف كما يؤكد في الوقت نفسه استمرار عبادة "رع" في منطقة أبو صير منذ عصر الأسرة الخامسة وحتى عصر الدولة الحديثة، وذلك بعد أن عثر في الموقع الذي تبلغ مساحته 32 x 51 مترًا، تدل على آلهة مثل آمون ورع ونخبت.

في 9 ديسمبر الجاري أعلن د.خالد العناني، وزير الآثار، في مؤتمر صحفي، عن اكتشاف منطقتين أثريتين بمنطقة ذراع أبو النجا بالبر الغربي بالأقصر. وقال وزير الآثار إن المقبرة الأولى تعود للأسرة الثامنة عشرة، وتضم خرطوشًا يحمل اسم الملك تحتمس الأول، مشيرًا إلى أنه عثر بداخل المقبرة على أكثر من 100 ختم جنائزي.

وبالإضافة لبئرين بالمقبرة، إحداهما بالجهة الشمالية والأخرى بالجهة الجنوبية، عثر على مقبرة لسيدة تدعى "إيزيس نفرت"، رجح الباحثون أنها تعود لأم صاحب المقبرة.

أما المقبرة الثانية فلم يستدل - حتى الآن- على اسم صاحبها، ولكنها حوت نقشًا في جدارها الغربي يصور رجلًا يقدم القرابين للآلهة، بالإضافة لأجزاء من توابيت خشبية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق