الاثنين، 12 مارس 2018

وصول عمود مرنبتاح إلى مقر عرضه بالمتحف المصري الكبير


وصل اليوم الأربعاء إلى مقر عرضه الدائم ببهو المتحف المصري الكبير عمود الملك مرنبتاح، رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة ابن الملك رمسيس الثاني، الذي حكم مصر ما يقرب من عشر سنوات، في الفترة من عام 1013 ق. م. حتى عام 1203 ق. م..

وأوضح د. طارق توفيق، المشرف العام على المتحف المصري الكبير، أنه تم العثور على عمود مرنبتاح في منطقة المطرية داخل معبده بمدينة أون، شرق عرب الحصن، وهو مزين بنقوش من الحفر الغائر وكتابات باللغة الهيروغليفية، توضح الألقاب الخاصة به، والتي تخلد ذكراه وانتصاراته على القبائل الليبية، التي اعتدت على مصر من ناحية الشمال الغربي، وكان ذلك في العام الخامس من حكمه.

وأضاف: تم نقل العمود من موقعة الأصلي من منطقة المطرية إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي عام 2008، بعدما أحاطت به المدينة السكنية وارتفع منسوب المياه الجوفية تحته، لذلك تم اتخاذ القرار بنقله من هذا المكان، لترميمه، وظل محفوظا بالقلعة قرابة السنوات العشر، إلى أن اختارته لجنة سيناريو العرض المتحفي بالمتحف المصري الكبير لعرضه ببهو المتحف، بجوار تمثال أبيه الملك العظيم رمسيس الثاني.

ويبلغ طول العمود 5.60 متر، ووزنه 17 طنًا، وهو مصنوع من مادتي الجرانيت الوردى في البدن والحجر الرملي في القاعدة.

من جانبه، قال عيسى زيدان، مدير عام الترميم الأولي بالمتحف المصري الكبير، إنه قبل البدء في أعمال النقل قام فريق الترميم الأولي بكل الإجراءات اللازمة لأعمال الترميم الأولي للعمود، وكذلك أعمال التسلم من قبل المتخصصين، حيث قام فريق العمل بأعمال التنظيف الميكانيكي، وإزالة الأتربة، وتثبيت بعض القشور الضعيفة، وإعداد تقرير مفصل عن حالة العمود على الطبيعة، قبل أعمال التغليف، التي استغرقت قرابة الثماني ساعات.

وأضاف أنه تم إعداد وتجهيز قاعدة خاصة مبطنة بألواح من الفوم الخالي من الحموضة، لتثبيت العمود بأحزمة الربط، لتأمينه. كما تمت عملية النقل باستخدام معدات وأوناش القوات المسلحة المصرية، وسط إجراءات أمنية مشددة، من قبل شرطة السياحة والآثار وشرطة النجدة.

وأشار أسامة أبو الخير، مدير عام شئون الترميم بالمتحف، إلى أن العمود وصل إلى مقره النهائي بالبهو العظيم، وسوف يقوم فريق العمل من المتخصصين من مركز الترميم بأعمال الفحص والتحاليل اللازمة والترميم الكامل، الذي يشتمل على التنظيف الكيميائي وأعمال التقوية للعمود، والإشراف على أعمال التثبيت النهائي له على القاعدة الخاصة به.

وأوضح دكتور شريف عبد المنعم، المشرف على إدارة تطوير المواقع الأثرية، أنه تم اكتشاف معبد مرنبتاح بمدينة أون في مارس 1970، فى أثناء إزالة بعض الأتربة بجنوب غرب تل عرب الحصن بالمطرية، على بعد 200م جنوب غرب معبد رمسيس الرابع، نحو 1.50 كم شمال غرب مسلة سنوسرت الأول.

ويعد عمود مرنبتاح واحدًا من آثار عديدة خلفها الملك، تخليدًا لذكرى انتصاره على الليبيين وشعوب البحر، مثل نقوش مرنبتاح بالكرنك، ولوحة المتحف المصري، وما يسمى "عمود القاهرة"، وغيرها من آثار أخرى خصصت لهذا الغرض.

ويحمل العمود نقوشا على الجزء السفلي منه تشير إلى الحرب التي شنها مرنبتاح على الليبيين، و"الشاسو"، إحدى قبائل شعوب البحر في السنة الخامسة من حكمه، وانتصاره عليهم، والغنائم التي حصدها المصريون من أسرى وماشية وسيوف وأقواس.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق