افتتح صباح اليوم السبت الموافق 2018/3/3 الدكتور خالد العناني وزير الآثار، متحف تل بسطة بمحافظة .الشرقية امام حركة الزيارة المحلية والعالمية ، وذلك بعد الإنتهاء من أعمال تطويره و إعادة تأهيله.
حضر الافتتاح الهام صلاح رئيس قطاع المتاحف، ووعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات، وايمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية ، وبعض السفراء الأجانب ومحافظ الشرقية.
وأشار د. العناني أن افتتاح هذا المتحف امام حركة الزيارة تأتي في إطار خطة الوزارة ليكون متنفس ثقافي واثري لأهالي محافظة الشرقية لتعريفهم بكنوز محافظتهم الحضارية والثقافية
من جانبه اوضح المهندس وعد الله ابو العلا رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار أن أعمال بناء المتحف كانت قد َبدأت في عام 2006 حيث اشتملت المرحلة الأولى من المشروع على اعداد وتجهيز الموقع ليكون مزاراَ اثريا وسياحيا بما يتناسب مع ما تحظى به المحافظة من مكانه على صعيد الاكتشافات الاثرية ، حيث تقرر آنذاك إنشاء متحف يحكي تاريخ المنطقة، كما تم إنشاء حديقة متحفية وإقامة أسوار حديدية حول الموقع بالكامل ، بالإضافة إلي إقامة كافيتريا وعدد من البازارات بالإضافة إلي اقامة قاعة تهئية مرئية وساحات انتظار ودورات مياة ومبنى إداري للعاملين بالموقع، وتوقفت اعمال المرحلة الاولى في 2010 حتى استؤنف العمل بالمرحلة الثانية من المشروع في 2017.
وعن أعمال المرحلة الثانية أوضحت الهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بالوزارة، أنها تضمنت تحويل المبنى من متحف موقع إلي مبنى متحفي متكامل حيث تم تقليص اعداد الواجهات الزجاجية للمتحف واستبدالها بواجهات مبنية بما يتناسب مع الطبيعة الأثرية للمكان، كما تم استبدال القواعد الحجرية التي كانت تستخدم في تثبيت وعرض المقتنبيات الأثرية بفتارين عرض مجهزة ومؤمًنة بالكامل قام بتصنيعها فريق عمل مصري برئاسة سامح المصري مدير عام إدارة ترميم وسط غرب الدلتا ومدير إدارة العرض المتحفي، بالإضافة إلي تركيب منظومة تأمينية شاملة من كاميرات مراقبة و إنذارات ضد الحريق، والسرقة، وتركيب منظومة إضاءة تتناسب والعرض المتحفي بالإضافة إلى أعمال الدهانات للجدران، كما تم اقامة شبكة حماية حديدية من الخارج حول واجهة المتحف الزجاجية والتي تسمح للزائر برؤية الحديقة المتحفية اثناء رحلتة بين اروقة المتحف .
كما أوضحت صلاح، أن أعمال إعادة تأهيل المتحف جاءت في إطار حرص الوزارة ممثلة في قطاع المتاحف على تطوير مختلف المتاحف المصرية بكافة انحاء الجمهورية واستكمال المشروعات المتحفية القائمة حتى تستقبل زائريها بما يليق بكونها منارة ثقافية ويتناسب مع ما تحويه من كنوز اثرية وتاريخية، كما يحرص القطاع بشكل الدائم على دعوة الجمهور بمختلف فئاتهم العمرية والمجتمعية لحضور الورش والبرنامج التثقيفية لتفعيل دور المتاحف التعليمي .
وأشارت إلي أنه تم اعداد سيناريو العرض المتحفي تحت عنوان" حفائر موقع " والذي يستعرض مجموعة من نتاج حفائر البعثات المصرية والأجنبية بمحافظة الشرقية منها ما يعكس تفاصيل حياتية ومنها ما يجسد المعتقدات الجنائزية عند المصري القديم ، حيث تتنوع المعروضات بين عدد من الأدوات والأواني التي كانت تستخدم لأغراض عديدة في حياةالمصري القديم. هذا بالإضافه إلي مجموعة من المسارج وتماثيل التراكوتا والعملات ومجموعة من تماثيل المعبودات.
كما تم تخصيص فاترينه عرض للمعبودة " باستت"، بالإضافة إلي فاترين اخرى تعرض عدد من التماثيل المصنوعة من الطين المحروق ومجموعة من موائد القرابين ومساند الرأس والاواني المخصصة لاحشاء المومياوات، بالاضافة الي مجموعة من المقتنيات الفخارية وتماثيل الأوشابتي.
والجدير بالذكر أن محافظة الشرقية تتميز بأنها ذات تاريخ وحضارة، حيث قامت علي. أرضها مدينة " أورايس" المعروفة الآن ب"تل الضبعة"، والتي كانت عاشت الهكسوس؛ ومدينة "بر رعميس" التي بناها الملك رمسيس القاني والمعرفة حالياً ب "قنتير" والتي اتخذها الملك رمسيس الثاني مقراً لحكم مصر، و"صان الحجر"-"تانيس" والتي كانت عاصمة لمصر في الأسرة الثانية والعشرين، وبها معبد المعبود "آمون" أكبر معابد الوجة البحري. كما يوجد بالمحافظة "تل فرعون" الذي كان عاصمة للإقليم التاسع عشر من أقاليم الوجة البحري.
أما عن مدينة تل بسطا فهي تقع علي بعد حوالي 80كم شمال شرق القاهرة، و3كم جنوب شرق مدينة الزقازيق. وقد عُرف الموقع منذ العصور القديمة باسم " بر باستت " او " بوباستيس " وهو يعني منزل المعبودة "باستت" المعبودة القديمة بهيئة القطة.
ولمدينة تل بسطا تاريخ طويل من الحفائر التي نُفذت من قِبل البعثات الأجنبية والمصرية، أهمها حفائر العالم " إدوارد نافيل" عام 1886-1889 والتي أسفرت عن موقع معبد " باستيت الكبير" ومعبد الملك " بيبي الأول "من الأسرة السادسة ، وما يسمي قصر " أمنمحات الثالث" من الأسرة الثانية عشر. وتوالت البعثات علي المنطقة خاصة البعثات الإنجليزية والألمانية، بالإضافة إلي الحفائر المصرية من المجلس الأعلي للآثار وجامعة الزقازيق، ومنها حفائر العلماء لبيب حبشي عام 1936، و احمد الصاوي عام 1970، ومحمد إبراهيم بين عامي 1978-1994. ولا تزال البعثات تباشر اعمالها علي ارض تلك المدينة العريقة لتكشف لنا المزيد من الاسرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق