وسط ترقب وإنتظار العالم أجمع، وصل يوم الخميس الموافق 25 يناير 2018 تمثال الملك رمسيس الثاني إلى مكان عرضه الدائم بالبهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، ليكون بذلك أول قطعة أثرية من مقتنيات المتحف يتم عرضها تمهيداً لافتتاحه الجزئي المقرر له نهاية العام الحالي.
هذا وتعد عملية نقل التمثال هي الرابعة بعد أن نحته المصري القديم وتمثال آخر شبيه له في محاجر أسوان منذ حوالي 3000 عام حيث تم نقله إلى منطقة ميت رهينة بجبانة منف ليعرض أمام البوابة الجنوبية لمعبد بتاح الكبير.
وفي عام1955 قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نقل التمثال من ميت رهينة إلى ميدان باب الحديد أمام محطة السكة الحديد، وذلك بعد المبادرة التي أطلقها الوزير عبد اللطيف البغدادي وزير الحربية حينذاك لتزيين شوارع وميادين القاهرة.
و قد تم ترميم التمثال في الميدان ووضعه فوق قاعدته ليشهد على عظمة صنع التمثال وعظمة نقله.
أما عملية النقل الثالثه فكانت عام 2006 حينما قرر وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني نقل التمثال من ميدان رمسيس حفاظا عليه من التلوث، بسبب عوادم السيارات، كما قد علت الكباري من حوله حتي أصبحت رؤية التمثال شبه معدومة. ووقع الاختيار على مقر المتحف المصري الكبير.
وأوضح د. خالد العناني وزير الآثار أن عملية النقل تمت اليوم بالتعاون بين وزارة الآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وشركة المقاولون العرب والتي بلغت تكلفتها نحو ما يقرب من 13.6 مليون جنيه مصري شملت أعمال تدعيم و عزل وتغليف التمثال لحمايته بالإضافة إلي رصف وتجهيز طريق بمواصفات خاصة لتحمل ثقل وزن التمثال والذي يبلغ 83 طن وارتفاع 13م.
ومن جانبه قال المهندس محسن صلاح رئيس مجلس إدارة المقاولون العرب أنه تم تحرير التمثال لإزالة القاعدة الموجودة أسفله وتم إزالة كافة العوائق المحيطة به فى مسار حركة السيارات.
هذا بالإضافة إلى تصميم نظام روافع هيدروليكية عن طريق تصميم أربعة روافع تعمل فى الإتجاهين كما تم تنفيذه واختباره فى هولندا فى وجود متخصصين من شركة المقاولون العرب للتأكد من كفاءة تشغيله، وتعمل تلك الروافع الأربعة بشكل متزامن بحيث يتم رفع التمثال من خلال نظام تحكم يعمل على تلافى أى خطأ وبإتزان كامل.
فيما وصف د. طارق توفيق المشرف العام على المتحف المصري الكبير، أن عملية نقل تمثال رمسيس الثاني اليوم تؤكد أن كافة الجهات المعنية تعمل بكامل طاقتها لإنجاز هذا الصرح العظيم حيث يعد المتحف الكبير بعد الإنتهاء منه وافتتاحه كليا عام 2022 أكبر متاحف العالم .
وأشار أن الافتتاح الجزئي للمتحف سيشمل البهو العظيم والدرج العظيم وقاعة توت عنخ آمون والتي ستعرض ولأول مرة جميع مقتنيات الفرعون الذهبي كاملة والتي يبلغ عددها 5200 قطعة أثرية.
كما يشمل المتحف معامل للترميم على أعلى مستوى من التقنية الحديثة، بالإضافة إلى المسرح وقاعة للمؤتمرات ومنطقة خدمية تضم 10 مطاعم و28 محل وفندق يضم 35 غرفة.
وجدير بالذكر أن المغامر الإيطالي جيوفاني كافيليا كان قد أكتشف تمثال رمسيس الثاني بميت رهينة عام 1820، مكسوراً لستة أجزاء. وحاول كافيليا نقله إلى إيطاليا إلا أنه لم يستطع بسبب ثقل وزن التمثال.
كما عرض محمد علي باشا إهداء التمثال إلى المتحف البريطاني في انجلترا ولكن تعزر نقلة بسبب ثقل وزن التمثال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق