تطورت أشكال المراسلة والبريد، عبر العصور والقرون، بشكل كبير، فبعدما كانت الرسائل تقدم مكتوبة على الورق البردى، انتقلت الآن إلى أصبحت يمكنك الرسائل عبر الإنترنت.
ويمر اليوم الذكرى الـ153، على تأسيس هيئة البريد المصرى، إذ تم تأسيسه فى 2 يناير 1865، وهى أحد أقدم وأعرق مؤسسات البلاد، من حيث الخدمات المقدمة للمواطنين.
ولكن قبل تأسيس البريد المصرى، فى تلك الحقبة من التاريخ، كيف كانت وسائل البريد، وكيف كان ينقل المواطن فى العالم القديم رسائله من منطقة لأخرى.
ويختلف المؤرخون حول تفسير معنى كلمة "بريد" حيث يرجع بعضهم إنها من أصل عربى، بينما يرى آخرون إلى إنها كلمة ذو أصل "فارسى"، وذهب البعض إلى أنه من أصل لاتينى.
البريد عند الفراعنة
تعتبر مصر أقدم دولة فى العالم معرفة فى بالنظام البريدى، وذلك كجزء من منظومة الفراعنة والتى شهدت حكومات منظمة ذوات إدارات وجيوش وأساطيل كبرى، ولذا كان من الطبيعى أن يتصل ملوك البلاد بعمالهم فى الأقاليم وفى البلاد التى فتحوها وأن يربطهم بهولاء جميعًا بريد منتظم يحمل إليهم أنباء رعاياهم.
وبحسب كتاب "تاريخ البريد فى مصر" للدكتور عبد الوهاب شاكر"، والصادر عن منشورات مكتبة الإسكندرية، فإن أول وثيقة جاء ذكر للبريد كانت فى عهد الأسرة الثامنة عشرة، حوالى سنة 2000 ق.م، وكانت عبارة عن وصية كاتب لولده يحثه على أهمية صناعة الكتابة.
وينقل الكتاب مجموعة من الرسائل القديمة وهى مجموعة كانت بين ملوك مصر القديمة، وبين ملوك الحيثين وآشور وبابل وقبرص، وصقلية.
أما فيما يخص بريد الداخلى فأوضح المؤلف أنه لم يكن له نظام وكان يتولى نقلها سعاة معروفون بالأمانة، أما بريد الجمهور فكان لا يوجد له إدارة أو نظام من الدولة، لكن الأغنياء كانوا يبعثون برسائلهم مع عبيدهم، وكان الفقراء ينتهزون هذه الفرصة ليرسلوا خطاباتهم مع هولاء العبيد.
وأوضح الكاتب إن الفراعنة فى الغالب كانوا يستخدمون نقل البريد عبر السعاة، والذين بدورهم يستخدمون النيل كوسيلة للمواصلات، ويستخدمون القوافل والجيوش فى الطرق الخارجية.
البريد فى الدولة البطالمية
أما فيما يخص البريد فى الدول البطالمية، فأشار الكاتب إلى أن نظام البريد فى الدولة البطالمية، كان أكثر انضباطا وكان هناك مكاتب بريد يعمل بها سعاة، بنظام ساعات محددة، وهو النظام الذى تم اتباعه فى نقل رسائل الملك ووزير المالية وكبار الموظفين، وكشف الكتاب إلى أن الرسائل كانت تستغرق أربعة أيام فقط لتنقل رسائل من الفيوم إلى الإسكندرية، حيث كان يستخدم سعادة البريد السريع، والذى ظهر فى تلك الفترة، الخيول، لنقل رسائلهم وكان الخيول إلزامًا على أصحاب الأقطاع أن يعدوها لتكون صالحة لذلك، ويقدمونها بدون مقابل.
البريد فى العصر الرومانى
فى العصر الرومانى، لم يكن النظام المتبع فى البريد بنفس الدقة التى كانت عليها فى العصر البطلمى، وأن كانت تلك الحقبة شهدت تنظيم البريد فى تلك الأمبرطورية الكبيرة، واستخدموا المركبات لنقل البريد وأعدوا حظائر للجياد ومحطات راحة على طول الطرق المهمة لاستبدال الجياد والسعاة وتقديم الطعام ووسائل الراحة.
البريد فى العصر العربى
كان أول ديوان للبريد بشكل رسمى كان فى العهد الأموى على يد الخليفة معاوية بن أبى سفيان، وطوره الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان مهمة مسئول الديوان توصيل المكاتبات بين عاصمة الخلافة والولايات التابعة لها، ثم تطورت مع اتساع الدولة، وأصبحت تختص بنقل الأخبار والحوادث، مشيرًا إلى أن العرب اتخذوا ذلك النظام من النظام الفرسى، وأقاموا محطات لذلك كان تبعد كل محطة عن الاخرى مسيرة يوم.
وأشار الكاتب إلى أن السلطان أحمد بن طولون حظى عصره بنظام بريدى جيد وأهتم به اهتمام خاص، حيث استخدم الحمام الزاحل فى نقل الرسائل وأعمال الجاسوسية ونقل الأخبار، كما استخدم بن طولون رجالا يحفظون الرسائل عن ظهر قلب يوفدهم فى مهام خاصة ويقوم بتحفيظهم هذه الرسائل كاتب سر، موضحًا أن العصر الأخشيدى لم يشهد تطور للبريد.
البريد فى الدولة الفاطمية
أكد الكتاب أن الفاطميين اهتموا بالبريد، وصار أصحابه يعرفون بأصحاب الأخبار، وكانوا يوافونهم بكل ما يصل إليهم من أحداث، وكان يعمل فى ديوان البريد أهل العقل والحكمة، مشيرًا إلى أن القاطميين أيضًا استخدموا الحمام الزاجل فى المراسلات وبالغوا فى الاهتمام به وأفردوا له ديوانا وجرائد بأنساب الحمام.
العصر المملوكى
أما فيما يخص البريد فى العصر المملوكى فأكد الكتاب إلى أن المماليك لغوا بريد الخلافة وأنشأوا بريد خاص كان ينقله السعاة ويستخدموا الجمال فى نقله، كما استخدموا البريد بواسطة الخيل وأنشأوا أصطبل خاص يحمل اسم أصطبل خيل البريد، وكان يستخدم ذلك النوع بأمور خاصة من السلطان.
أما السلطان الظهر بيبرس فقد أقدم على الاهتمام بالبريد الجوى عن طريق الحمام الزاجل وشيد له أبراج كانت بقلعة الجبل وعلى طول طرق البريد لتكون بمثابة محطات، وكان يعين موظفا خاصا لكل برج.
الحملة الفرنسية
يؤكد الكتاب أن إرهاصات تنظيم البريد المصرى فى العصر الحديث بدأت مع وجود الحملة الفرنسية، حيث كان هناك فرسان للبريد، يتغيرون فى كل مسافة معينة، وكان يهتم القائد للحملة بتنظيم ذلك بنفسه ويقوم بتعيين مسئول لنقل البريد فى كل منطقة.
البريد فى عصر محمد على باشا
التطور الكبير للبريد كان فى عهد محمد على باشا، ويعتبر هو أول من فكر أنشاء البريد لنقل الرسائل الرسمية فى مصر، وكانت نواة تأسيس أول بريد رسمى فى البلاد، حيث أعد المحطات وأصلح الطرق لسعاة البريد، حتى أن بعضهم تعرض للأعتداء على أيدى الفلاحين فأمر محمد على بتأديبهم، واستخدم الأساطيل والجيوش والسفن لمعرفة أخبار حملاته الحربية، وكانت القاهرة هى المركز الرئيس للمراسلات.
كما اهتم إبراهيم باشا، بالبريد الحربى، وأراد أن يخدم الجمهور، فأمر بأعداد مشروع خاص، لإنشاء بريد عام ينقل رسائل الجمهور، وهو ادى لأستياء بريطانيا من ذلك المشروع، كما أن التطور الكبير الذى وضعه إبراهيم باشا، اعتبرت فى ذلك الوقت نقلة حضارية، حتى أن الإدارة فى ذلك الوقت، استغنت عن استخدام الحمام الزاجل نظرا لقيام النظام الموضوع الهدف منه.
ويمر اليوم الذكرى الـ153، على تأسيس هيئة البريد المصرى، إذ تم تأسيسه فى 2 يناير 1865، وهى أحد أقدم وأعرق مؤسسات البلاد، من حيث الخدمات المقدمة للمواطنين.
ولكن قبل تأسيس البريد المصرى، فى تلك الحقبة من التاريخ، كيف كانت وسائل البريد، وكيف كان ينقل المواطن فى العالم القديم رسائله من منطقة لأخرى.
ويختلف المؤرخون حول تفسير معنى كلمة "بريد" حيث يرجع بعضهم إنها من أصل عربى، بينما يرى آخرون إلى إنها كلمة ذو أصل "فارسى"، وذهب البعض إلى أنه من أصل لاتينى.
البريد عند الفراعنة
تعتبر مصر أقدم دولة فى العالم معرفة فى بالنظام البريدى، وذلك كجزء من منظومة الفراعنة والتى شهدت حكومات منظمة ذوات إدارات وجيوش وأساطيل كبرى، ولذا كان من الطبيعى أن يتصل ملوك البلاد بعمالهم فى الأقاليم وفى البلاد التى فتحوها وأن يربطهم بهولاء جميعًا بريد منتظم يحمل إليهم أنباء رعاياهم.
وبحسب كتاب "تاريخ البريد فى مصر" للدكتور عبد الوهاب شاكر"، والصادر عن منشورات مكتبة الإسكندرية، فإن أول وثيقة جاء ذكر للبريد كانت فى عهد الأسرة الثامنة عشرة، حوالى سنة 2000 ق.م، وكانت عبارة عن وصية كاتب لولده يحثه على أهمية صناعة الكتابة.
وينقل الكتاب مجموعة من الرسائل القديمة وهى مجموعة كانت بين ملوك مصر القديمة، وبين ملوك الحيثين وآشور وبابل وقبرص، وصقلية.
أما فيما يخص بريد الداخلى فأوضح المؤلف أنه لم يكن له نظام وكان يتولى نقلها سعاة معروفون بالأمانة، أما بريد الجمهور فكان لا يوجد له إدارة أو نظام من الدولة، لكن الأغنياء كانوا يبعثون برسائلهم مع عبيدهم، وكان الفقراء ينتهزون هذه الفرصة ليرسلوا خطاباتهم مع هولاء العبيد.
وأوضح الكاتب إن الفراعنة فى الغالب كانوا يستخدمون نقل البريد عبر السعاة، والذين بدورهم يستخدمون النيل كوسيلة للمواصلات، ويستخدمون القوافل والجيوش فى الطرق الخارجية.
البريد فى الدولة البطالمية
أما فيما يخص البريد فى الدول البطالمية، فأشار الكاتب إلى أن نظام البريد فى الدولة البطالمية، كان أكثر انضباطا وكان هناك مكاتب بريد يعمل بها سعاة، بنظام ساعات محددة، وهو النظام الذى تم اتباعه فى نقل رسائل الملك ووزير المالية وكبار الموظفين، وكشف الكتاب إلى أن الرسائل كانت تستغرق أربعة أيام فقط لتنقل رسائل من الفيوم إلى الإسكندرية، حيث كان يستخدم سعادة البريد السريع، والذى ظهر فى تلك الفترة، الخيول، لنقل رسائلهم وكان الخيول إلزامًا على أصحاب الأقطاع أن يعدوها لتكون صالحة لذلك، ويقدمونها بدون مقابل.
البريد فى العصر الرومانى
فى العصر الرومانى، لم يكن النظام المتبع فى البريد بنفس الدقة التى كانت عليها فى العصر البطلمى، وأن كانت تلك الحقبة شهدت تنظيم البريد فى تلك الأمبرطورية الكبيرة، واستخدموا المركبات لنقل البريد وأعدوا حظائر للجياد ومحطات راحة على طول الطرق المهمة لاستبدال الجياد والسعاة وتقديم الطعام ووسائل الراحة.
البريد فى العصر العربى
كان أول ديوان للبريد بشكل رسمى كان فى العهد الأموى على يد الخليفة معاوية بن أبى سفيان، وطوره الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان مهمة مسئول الديوان توصيل المكاتبات بين عاصمة الخلافة والولايات التابعة لها، ثم تطورت مع اتساع الدولة، وأصبحت تختص بنقل الأخبار والحوادث، مشيرًا إلى أن العرب اتخذوا ذلك النظام من النظام الفرسى، وأقاموا محطات لذلك كان تبعد كل محطة عن الاخرى مسيرة يوم.
وأشار الكاتب إلى أن السلطان أحمد بن طولون حظى عصره بنظام بريدى جيد وأهتم به اهتمام خاص، حيث استخدم الحمام الزاحل فى نقل الرسائل وأعمال الجاسوسية ونقل الأخبار، كما استخدم بن طولون رجالا يحفظون الرسائل عن ظهر قلب يوفدهم فى مهام خاصة ويقوم بتحفيظهم هذه الرسائل كاتب سر، موضحًا أن العصر الأخشيدى لم يشهد تطور للبريد.
البريد فى الدولة الفاطمية
أكد الكتاب أن الفاطميين اهتموا بالبريد، وصار أصحابه يعرفون بأصحاب الأخبار، وكانوا يوافونهم بكل ما يصل إليهم من أحداث، وكان يعمل فى ديوان البريد أهل العقل والحكمة، مشيرًا إلى أن القاطميين أيضًا استخدموا الحمام الزاجل فى المراسلات وبالغوا فى الاهتمام به وأفردوا له ديوانا وجرائد بأنساب الحمام.
العصر المملوكى
أما فيما يخص البريد فى العصر المملوكى فأكد الكتاب إلى أن المماليك لغوا بريد الخلافة وأنشأوا بريد خاص كان ينقله السعاة ويستخدموا الجمال فى نقله، كما استخدموا البريد بواسطة الخيل وأنشأوا أصطبل خاص يحمل اسم أصطبل خيل البريد، وكان يستخدم ذلك النوع بأمور خاصة من السلطان.
أما السلطان الظهر بيبرس فقد أقدم على الاهتمام بالبريد الجوى عن طريق الحمام الزاجل وشيد له أبراج كانت بقلعة الجبل وعلى طول طرق البريد لتكون بمثابة محطات، وكان يعين موظفا خاصا لكل برج.
الحملة الفرنسية
يؤكد الكتاب أن إرهاصات تنظيم البريد المصرى فى العصر الحديث بدأت مع وجود الحملة الفرنسية، حيث كان هناك فرسان للبريد، يتغيرون فى كل مسافة معينة، وكان يهتم القائد للحملة بتنظيم ذلك بنفسه ويقوم بتعيين مسئول لنقل البريد فى كل منطقة.
البريد فى عصر محمد على باشا
التطور الكبير للبريد كان فى عهد محمد على باشا، ويعتبر هو أول من فكر أنشاء البريد لنقل الرسائل الرسمية فى مصر، وكانت نواة تأسيس أول بريد رسمى فى البلاد، حيث أعد المحطات وأصلح الطرق لسعاة البريد، حتى أن بعضهم تعرض للأعتداء على أيدى الفلاحين فأمر محمد على بتأديبهم، واستخدم الأساطيل والجيوش والسفن لمعرفة أخبار حملاته الحربية، وكانت القاهرة هى المركز الرئيس للمراسلات.
كما اهتم إبراهيم باشا، بالبريد الحربى، وأراد أن يخدم الجمهور، فأمر بأعداد مشروع خاص، لإنشاء بريد عام ينقل رسائل الجمهور، وهو ادى لأستياء بريطانيا من ذلك المشروع، كما أن التطور الكبير الذى وضعه إبراهيم باشا، اعتبرت فى ذلك الوقت نقلة حضارية، حتى أن الإدارة فى ذلك الوقت، استغنت عن استخدام الحمام الزاجل نظرا لقيام النظام الموضوع الهدف منه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق