الأحد، 7 يناير 2018

في رحاب القصة الومضة



معنى كلمة ومضة:
– ومَضَ يَمِض، مِضْ، وَمْضًا ووَمَضَانًا ووميضًا، فهو وامِض وأنار. ومَض البرقُ: لمع لمعانًا خفيفًا وظهر
– وَميض: مصدر ومَضَ ، ضوء ضئيل يسطع فجأة في بعض البلّورات عند تعرُّضها للإشعاع أو الجُسيمات المشعَّة
– وَمْضَة: جمع وَمَضات و وَمْضات
- وَمْضة النُّبوغ: التماعته، ظهوره المفاجئ والعابر، بريق من الضَّوء.

وعلى ما تقدم ندرك أنّ الومضة هي بريق من الضوء الخاطف والعابر.

القصة الومضة:
لم يكن هذا الاسم هو ما يُطلق على القصة الومضة التي نعرفها حاليًا بل كان يُطلق مع بعض المسميات الأخرى على القصة القصيرة جدًا(ق ق ج) ولذلك مازال هناك خلط كبير بين القصة الومضة والقصة القصيرة جدًا وذلك حيث أن مقومات القصة القصيرة جدًا هي نفسها تلك المقومات التى تم وضعها للقصة الومضة ..

فالقصة الومضة هي فن سردي قصصي حساس جدًا نال انتشارًا واسعًا واهتمامًا نقديًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وأرى أنه أدق وصف لهذا النوع الأدبي الوليد هو (فن الاقتصاد الشديد والتكثيف القوي في اللغة والتركيز في الدلالة للوصول للمعنى المراد دون حشوٍ في السرد)، وصدق كاتب القصة الومضة (هارفي ستايرو)حينما وصف فن القصة الومضة قائلا: (فن ممتع لكن ليس من السهل تأليفه).

ونرى الفكرة واضحة من التسمية، فالقصة الومضة هي  كبريقٍ من الضوء الخاطف وشعاع قوي وسريع، أو كبرقٍ لمع فجأة فأضاء المكان، أو مثل زخة مطر كثيفة.

وأنا أرى أن القصة الومضة هي الابنة الشرعية للقصة القصيرة جدًا كما كانت القصة القصيرة جدًا هي الابنة الشرعية للقصة القصيرة..

فالقصة الومضة فن سردي مازال يخطو خطواته الأولى في ساحة الأدب وبرغم ما حققه من تواجد قوي وفعال على الساحة الأدبية إلا أنه لم يحظى حتى الآن بالاهتمام اللائق به..

كما أن القصة الومضة لا تستوعب إلا بطلا واحدًا أو شخصية واحدة ولا تحبّذ تعدد الشخصيات والأبطال مثل القصة القصيرة جدًا والقصة القصيرة وذلك لكونها أصغر جنس قصصي من ناحية السرد، أما بالنسبة للمكان والزمان في القصة الومضة فهما شبه غائبين حيث يسود الحدث لاعبًا دور البطولة المطلقة في هذا الجنس الأدبي الوليد.

والبعض من الكتاب والنقاد اعتبروا التوقيعات الأدبية في العصرين الأموي والعباسي وكذلك الأقوال البليغة والأمثال والحكم  هي بمثابة الجذور لفن القصة الومضة، ولكني لا أحبّذ هذا الرأي وذلك لأن القصة الومضة تختلف تمامًا عن هذا، وأرى أن القصة الومضة كانت بمثابة التلبية لظروف الحياة المعاصرة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وحاجة المتلقي في التقاط النصوص القصيرة بسبب ضيق الوقت والانشغالات الحياتية كل ذلك جعل من النصوص القصيرة وجبة سريعة ومستساغة توفر الوقت والجهد.

ويعجبني ما قاله عمران أحمد حول القصة الومضة حيث قال: ” هي قصة الحذف الفني, والاقتصاد الدلالي الموجز, وإزالة العوائق اللغوية والحشو الوصفي بحيث يتولد منها نص صغير حجمًا لكن كبير فعلاً كالرصاصة وصرخة الولادة وكلمة الحق”.

ومن الحقائق المهمة التي لا بُدّ أن نفطن إليها هو أن القصة الومضة جنس أدبي ممتع، ولكن كما قال هارفي ستايرو (جنس أدبي يصعب تأليفه). ولذا فإن كثيرًا من النصوص التي تُكتب باختزال واقتضاب ويُظن أنها قصة ومضة, لا يعد من قبيل القصة الومضة. وهذا ما جعل الدكتور فايز الداية يصر على أن يكون المسهم في هذا اللون القصصي متمكنًـا في الأصل من الأداء اللغوي والفني ومن أساليب السرد, وعنده رؤى يقدمها في الحياة وفي المجتمع وفي جوانب الفكر والسياسة وما إلي ذلك.‏

وقد اشترط النقاد فيما اجتهدوا فيه بشأن هذا الفن أن تكون مقوماته هي نفسها مقومات القصة القصيرة جدًا، من حيث التكثيف الشديد، والإيحاء قوي الدلالة، والمفارقة والخاتمة المباغتة والمدهشة والتي قد تبدو أحيانًا غير مقبولة عند المتلقي.

مقومات القصة الومضة:
1- التكثيف الشديد
2- الإيحاء
3- المفارقة
4- الخاتمة المدهشة

وسوف نتناول الآن بالشرح الموجز هذه المقومات الأربعة

=======================
أولا: التكثيف الشديد

التكثيف في اللغة هو:
– كثَّفَ: من يكثِّف ، تكثيفًا ، فهو مُكثِّف ، والمفعول مُكثَّف
– عَمَلٌ مُكثَّفٌ: عَمَلٌ مُرَكَّزٌ أُنْجِزَ بِانْتِبَاهٍ وَتَرْكِيزٍ
– أُسْلُوبٌ مُكَثَّفٌ: مُرَكَّزٌ يُبَيِّنُ الْمَقْصُودَ ولاحَشْوَ فِيه

أما التكثيف في السرد القصصي:

يكون عن طريق الاقتصاد الشديد في الكلمات بشرط أن لا يخل ذلك بمضمون السرد والاكتفاء منها بما يفي بالغرض.

فالقصة الومضة لا بُدّ وأن تكون مكثفة جدًا خالية من الزوائد والحشو الوصفي واستخدام الكلمات التي تعبر عن الموقف المراد ورصده بمهارة شديدة وإتقانٍ كبير.

ومن هنا نُدرك أن القصة الومضة هي عبارة عن التماعة وبرقة خاطفة وليست قمرًا يولد ويظل باقيًا لفترة ثم بعد ذلك يبدأ في الأفول والغياب مما يستلهم الشاعر والقاص والأديب للوصف والشرح والتمعن ورصد حركة وجمال وروعة الظهور والبقاء لفترة ثم الأفول مما يستدعي معه الوصف والإطناب وبالتالي الاعتماد على فن الإضافة.

أي أن القصة الومضة هي بعيدة كل البعد عن هذا الوصف والإطناب والحكي الروائي والسرد المطول والمترهل.

فالقصة الومضة تعتمد اعتماد كلي على الحذف ولكن ليس الحذف الذي يجعل من النص نصًا مبهمًا وغير واضح المراد والمضمون ولكن الحذف المُتقن والواعي والذي يُعبر عن المراد بأقل الكلمات وفي نفس الوقت يصل إلى ذهن القارئ مُقنعًا إياه بالنص ومراده وهدفه وعدم ترك أية مساحة للمتلقي للتسأل عن المعنى أو المراد من النص لأن تسأل المتلقي عن المراد والمعني سوف يُلبس النص ثياب الإبهام وعدم الوضوح.

ويمكننا القيام بذلك عن طريق:
– استعمال أفعال الحركة القوية( قام – تذكر – لاذ) والتقليل من استخدام أفعال الوصل والأفعال الناقصة مثل: (يبدو – صار – كان).
– تجنب استعمال الصفات والظروف إلا ما كان ضروريًا للأيحاء والدلالة.
– الاعتماد على جملتين أو ثلاثة, والتقليل من استخدام حروف الربط.
– عدم إخبار القارئ بكل شيء والاكتفاء بالتلميح والإيحاء.

ومن هنا نستطيع القول أن القصة الومضة هي فن حذف الكلمات والتكثيف الشديد ورصد الموقف المراد بحرفية عالية وإتقان كبير.

فالقصة الومضة  هي في نظري (فن التكثيف) و لكن علينا الانتباه جيدًا حينما نقول أن القصة الومضة هي (فن التكثيف) فهذا لا يَعني أبدًا أن يكون التكثيف تكثيفًا أعمى لا يُراعي هدف و مضمون السرد بل لا بُدّ أن يتم التكثيف بِحِرَفِيّةٍ عالية و مهارة مُتقنة و إلا تحوّل النص إلى علامة استفهام.

لأن القصة الومضة كما هو واضح من الاسم هي عبارة عن وميض خاطف يمتد للحظات قليلة جدًا و لذلك فلا بُدّ أن يُركز نصُّ القصة الومضة على حدثٍ وحيدٍ في زمنٍ محدودِ المَدى و ذلك بغرض إبراز الدّلالة الّلحظية لشخصيّة الومضة (بطل السرد) من خلال موقف معين و خاطف يتم إبرازه في السرد بصورة مكثفة جدًا تُعطي المضمون و المراد من السرد دون الوقوع في فخ التقريرية و المباشرة.

ولأن القصة الومضة هي بطبيعتها تُغطي فترة وقتيّة قصيرة جدًا في حياة شخصيّة النص لتبرز لنا موقفًا معينًا في حياة هذه الشخصية فلا بُدّ أن يتم هذا بتكثيف شديدٍ جدًا و مُتقن جدًا جدًا بحيث لا يحتوي النصّ إلّا على الكلمات التي تستطيع أن تعبر عن هذا الموقف دون زيادة أو حشو و في نفس الوقت أُنبّه القاص من الوقوع في فخ التقريرية و المباشرة و كذلك أُنبّهه من الوقوع في فخ الإبهام و الغموض و عدم الوضوح.

و الآن نضرب لكم الأمثلة لنُعمّق في أذهانكم ما قلناه:

مواطنٌ
أشهَر هُوِيَّةَ عُروبتِه؛ تلوَّنت بالأحمرِ بوابات الحدود.

لو نظرنا إلى الشطر الأول من الومضة (أشهَر هُوِيَّةَ عُروبتِه؛)
– هل نستطيع تكثيفه أكثر من هذا؟
– الإجابة: لا
لأننا لو قمنا بحذف أيّ كلمة من هذه المفردات فلن يستقيم المعنى.

فلننظر إذن إلى الشطر الثاني من الومضة (تلوَّنت بالأحمرِ بوابات الحدود.)
– هل يمكننا تكثيف هذا الشطر ؟
– الإجابة: نعم
– كيف يمكننا هذا ؟
– يمكننا هذا عن طريق اختصار كلمتيْ (تلونت بالأحمر) فتصبح كلمة واحدة وهي: (اِحمرّت)

ومن هنا تصبح الومضة كالتالي:

مواطنٌ
أشهَر هُوِيَّةَ عُروبتِه؛ احمرَّت بوابات الحدود.

و هنا نسأل أنفسنا:
هل حينما قمنا باختصار كلمتيْ (تلونت بالأحمر) وجعلناهما كلمة واحدة فقط (احمرت) هل هذا أثّر على معنى و مراد الومضة ؟
– الومضة أمامكم انظروا إليها.
– أعتقد أن الإجابة: لا.. لم يؤثر هذا على معنى الومضة أو المراد منها.
– إذن هنا نقول: أن هذا هو التكثيف.

و الآن تعالوا معي نضرب مثالًا آخر.

خائن
صافحت يداه أعداء الوطن؛ استيقظت من نومها مذعورة أرواح الشهداء.

فلننظر إلى الشطر الأول من الومضة (صافحت يداه أعداء الوطن؛)
– هل يمكننا تكثيف هذا الشطر أكثر مما هو عليه ؟
– الإجابة: نعم يمكننا
– كيف يمكننا هذا ؟
سوف نقوم باختصار كلمتي (صافحت يداه ) و نجعلهما كلمة واحدة فقط و هي:
(صافح )
فيصبح الشطر الأول من الومضة على النحو التالي
(صافح أعداء الوطن؛)
– سؤالي لكم
هل أثر هذا التكثيف و هذا الاختصار على المراد من شطر الومضة الأول أو على مضمونه و معناه ؟
– الإجابة: لا
– إذن هنا نقول: هذا هو التكثيف.

تعالوا ننظر إلى الشطر الثاني من الومضة و هو (استيقظت من نومها مذعورة أرواح الشهداء.)
لو نظرنا جيدًا إلى هذا الشطر سوف نجد أن هناك من المفرادات ما لا حاجة للنص به.
(من نومها )
لو حذفنا هذه العبارة هل سيؤثر هذا على مضمون و مراد الشطر؟
– فلنجرب معًا
بعد الحذف سوف يصبح الشطر على النحو التالي:
(استيقظت مذعورة أرواح الشهداء.)
أعتقد أن الحذف لم يؤثر من بعيد أو من قريب على المعنى أو المراد من الشطر
– إذن نستطيع أن نقول: أن هذا هو التكثيف.

وهنا تصبح الومضة كلها على النحو التالي:

خائن
صافح أعداء الوطن؛ استيقظت مذعورة أرواح الشهداء.

=======================


ثانيًا الإيحاء:

الإِيحاءُ في اللغة:
الجمع: إيحاءات
مصدر أوْحَى
– الإيحَاء الذَّاتِي: فِكْرَةٌ يُكرِّرهَا الْمرءُ ويُرَدِّدها لإِقناعِ نَفْسِهِ
– الإِيحاءُ بِأَمْرٍ ما: الإِيعاز بِهِ دونَ إقناعٍ أَوْ أَمرٍ أَوْ نهْيٍ
– إيحَاء الكَاتِب: الإلهام
– الإيحاء: التكلم الخفي للآخر

أما الإِيحاء في السرد فهو:
جعل المتلقي يعرف ما تريد قوله دون أن تخبره بذلك مباشرة.
أي استخدام المفردات الموحية والدالة على المعنى المراد دون تصريحٍ مباشر بها. وذلك باستخدام الرموز المُعبرة عن المعنى المقصود.
فالإيحاء هو عكس المباشرة والتقريرية, وعلى الكاتب ألا يسير بلغته – بحثًا عن الإيحاء- شطرَ التنميق الأسلوبي المُفتعل.
فحينما نقوم بإنجاز التكثيف الشديد في استخدام الكلمات للتعبير عن الموقف المراد سوف يصل بنا ذلك حتمًا إلى لغة نصّية برّاقة ولامعة بالدلالات والإيحاءات وسهلة في توصيل المعنى إلى المتلقي.
فالإيحاء كما قلنا هو جعل المتلقي يعرف ما تريد قوله دون أن تخبره بذلك مباشرة، وكلما وضعت المتلقي في خانة المستنتج كلما زاد شغفه بالنص، ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق الإيحاء، والابتعاد عن التقريرية والمباشرة.

والآن إليكم بعض الومضات التي توضح لنا روعة الإيحاء في القصة الومضة

حُكّامٌ
تَحَدَّثُوا عَنْ فَقْرِ الْبِلادِ؛ اغْرَوْرَقَتْ عُيُونُ الْمَوارِدِ.

نجد هنا الإيحاء في هذه الومضة يتجلى في الشطر الثاني من الومضة (اغْرَوْرَقَتْ عُيُونُ الْمَوارِدِ.)
فالإيحاء هنا يصب في خانة سوء الإدارة، أي أن فقر البلاد ليس سببه ضآلة موارها بل هو في سوء إدارة هذه الموارد.

مُسْلِمُو بُورْما
اسْتَغَاثُوا؛ نازَعَتْ هامَاتُ الْمُسْلِمِينَ رُؤُوسَ النَّعامِ.

وهنا نرى الإيحاء عن عجز المسلمين في إنصاف مسلمي برما وقد تم التعبير عن ذلك بجملة (نازَعَتْ هامَاتُ الْمُسْلِمِينَ رُؤُوسَ النَّعامِ.).

ناقِمٌ
قَرَأَ كِتابًا عَنْ أَمْجادِ الْعَرَبِ؛ طَفِقَ يَحْفُرُ قَبْرًا لِأَحْفادِهِمْ.

نرى الإيحاء هنا يتجه نحو أمجاد العرب وما كانوا عليه من علم وثقافة. وما ينبغي أن يكون عرب اليوم أحفادًا لهؤلاء العظماء.

قَوِيٌّ
أَبْكَتْهُ نَائِبَةٌ؛ تَبَسَّمَ ضَاحِكًا أَيُّوبُ.

وهنا نرى الإيحاء في جملة (تَبَسَّمَ ضَاحِكًا أَيُّوبُ.)، أي يا أيها القوي قبل أن تبكيك نائبة تذكر النوائب التي أصابت أيوب(عليه السلام) وكيف صبر عليها ولم يضجر منها.

=======================

ثالثا المفارقة:

المفارقة في اللغة:

– مُفارَقة: (اسم)
الجمع: مُفارقات
مصدر فارقَ
– مُفَارَقَةٌ: تَنَاقُضٌ
– المفارقة في الفلسفة والتصوُّف:
إثبات لقول يتناقض مع الرأي الشائع في موضوع ما بالاستناد إلى اعتبار خفيّ على هذا الرأي العام حتى وقت الإثبات.

– المفارقة عند الفيلسوف الانجليزي مارك سينسبري هي:
خاتمة قد تبدو غير مقبولة، مستمدة من فرضيات قد تبدو مقبولة، من خلال منطق قد يبدو مقبولا.
أما المفارقة في المجال القصصي والسردي هي سريان حدث بصورة عفوية بدلا من حدثٍ آخر مقصود.
والمفارقة عموما تعني قول الشخص نقيض ما يُعنيه لتأكيد المدح أو القدح بصورة عكسية.
والمفارقة في القصة الومضة هي صورة فنية وإبداع قصصي مرادها الخروج على النص مما يعطينا حالة من التشويق والإثارة تتحقق من ثنائية هذه المفارقة.
والمفارقة تحمل في جعبتها أبعادًا كثيرة، كالقبول والرفض، والالتقاء والتضاد، والممكن وغير الممكن، والواقعي والخيالي.
ومن هنا نستطيع القول: أن المفارقة في السرد القصصي هي خلاصة مقارنة بين أمرين أو حالتين من تضاد واختلاف يقوم بتصويرهما الكاتب سواء كان ذلك مُعلنًا أو مستنبطًا من النص.
وهذه المفارقات أو الثنائيات هي معطيات لغوية تحمل الإيحاءات والدلالات في المضمون وغالبًا هذه الثنائيات تحمل المعنى والمضمون إلى القارئ بصورة إيحائية، وهذه هي التقنية السردية التي يبدعها القاص لخلق التشويق والإثارة في نفس المتلقي.
فالمفارقة التصويرية: هي وسيلة الأداء الفني لإبراز التناقض بين طرفين كان من المفترض أن يكونا متفقين، فالتناقض في المُفارقة التصويرية هو عبارة عن فكرة تقوم على استنكار الاختلاف والتفاوت بين أوضاع كان من المفترض أن تتفق وتتماثل.

فالمفارقة خلاصة مقارنة بين حالتين، يقدّمهما القاص من تضاد واختلاف يُلفتان النظر، وتعتبر هذه الثنائيات عبارة عن معطى لغوي، يحمل الدلالات في الموقف والمضمون، ولذا فإنَّ مثل هذه الثنائيات تعمق إحساس القارئ بالأمر، وتُسهم في تعظيم فهمنا للأمور وإيصالها بطريقة إيحائية تكون غالبًا أجدى وأفضل وأروع من الطريقة المباشرة.

وأليك عزيزي القارئ بعض القصص الومضة التي توضح المُفارقة في القصة الومضة.

أَدِيبٌ
جَلَسَ عَلَى أَرِيكَةِ الْإِبْداعِ؛ وَثَبَتْ مَذْعُورَةً عُذْرِيَّةُ الْأَوْرَاقِ.

نلاحظ هنا المفارقة في الفعلين (جَلَسَ و وَثَبَتْ) فكان الجلوس والاسترخاء في الفعل الأول بينما كان الوثوب والذعر في الفعل الثاني.

شاعِرٌ
أَسَرَ العِشْقُ قلبَهُ؛ انْطَلَقَتْ تُغَرِّدُ قَصائِدُهُ.

نلاحظ هنا المفارقة في الفعلين (أَسَرَ و انْطَلَقَتْ) فكان الأسر والاستحواذ في الفعل الأول بينما كان الانطلاق والحرّيّة  في الفعل الثاني.

فِكْرٌ
اعْتَكَفَ؛ تَنازَعَ الْمُجْتَمَعُ.

نلاحظ هنا المفارقة في الفعلين (اعْتَكَفَ و تَنازَعَ) فكان الاعتكاف والتقوقع في الفعل الأول بينما كان التنازع والتخاصم  في الفعل الثاني.

مُعَادَلَةٌ
سَطَعَ عَدْلُ الْحَاكِمِ؛ أَفَلَ الْمَارِقُونَ.

نلاحظ هنا المفارقة في الفعلين (سَطَعَ و أَفَلَ) فكان السطوع والإشراق في الفعل الأول بينما كان الأفول والغياب في الفعل الثاني.

=======================

رابعا الخاتمة المدهشة:

وهي تشكل في القصة الومضة الهدف والمراد وذلك بخلاف باقي أجناس القصة الأخرى حيث أن الخاتمة تكون فيها واضحة أو رمزية أو مفتوحة الاحتمالات.
أما في القصة الومضة فالخاتمة فيها ليست من مفرزات السرد وكذلك قد تكون بعيدة عن المضمون الذي من الممكن أن يفرض خاتمة بعينها.
فالخاتمة في القصة الومضة بمثابة قفزة من داخل النص إلى خارجه وذلك لإحداث الدهشة في وجدان القارئ.
ويجب أن تكون الخاتمة المباغتة والدهشة في القصة الومضة كافية لوجدان القارئ والمتلقي بحيث لا يتساءل ثم ماذا؟ أو ماذا بعد؟.
أي لا تترك الخاتمة القارئ منتظرًا لشيء سوف يأتي بعدها.
فالقصة الومضة لا تنحاز للبناء الأرسطي للدراما: بداية , قمة , سقوط , وإنما هي غالبًا ما تكون بدون بداية ويكون كل تركيزها على النهاية, ولذلك تم تشبيهها بالرصاصة التي يكون هدفها الأساسي هو إصابة الهدف بكل طاقتها الانفجارية.
ومن هنا لا بد أن يشعر القارئ بالرضا عن النهاية؛ لأنه من المهم جدًا في القصة الومضة ألا تترك القارئ منتظرًا المزيد.

وإليكم بعض القصص الومضة ليتضح لكم مفهوم الخاتمة المدهشة وتأثيرها في النص وكذلك وجدان المتلقي.

أَديبٌ
عَرَّى بَناتِ أَفْكارِهِ؛ تَحَرَّشَ بِهِنَّ النُّقادُ.

وَطَنٌ
سَقُوهُ بِماءِ الطَّائِفِيَّةِ؛ أَصَابَ الْقَحْطُ بَسَاتِينَ الْوِئامِ.

مُتَطَفِّلٌ
دَخَلَ مِحْرَابَ الكُتَّابِ؛ طَرَدَتْهُ النُّصُوصُ.

فِكْرٌ
أَصَابَتْهُ السَّطْحِيَّةُ؛ بَرَزَتْ عَضَلاتُ الْجَهْلِ.

عَبِيدٌ
انْتَزَعُوا حَقَّ التَّصْوِيتِ؛ اخْتَارُوا رَمْزَ الكُرْبَاجِ.

حَاكِمٌ
أَضَاءَ مِصْبَاحَ الْعَدْلِ؛ أَفَلَ نَجْمُ الْمُتَرَبِّصِينَ.

عَالِمٌ
جادَلَ الجُهَلاءَ؛ عَاتَبَهُ النَّقْشُ عَلَى الْمَاءِ.

سِينَمَا
أَعْلَنَتْ عَنْ فِيلِمِ “لَحْمٌ رَخِيصٌ”؛ اصْطَفَّ الْفُقَرَاءُ.

قَاضٍ
انْحَنَى ضَمِيرُهُ؛ اسْتَقامَ ظَهْرُ الْجَانِي.

عَدْلٌ
تَعَثَّرَ الْبَعِيرُ؛ اسْتَيْقَظَ الْفارُوقُ مَذْعُورًا.

ذو بَأْسٍ
لَجَمَ شَهْوَتَهُ؛ اعْتَرَفَتْ بِفَشَلِهَا الشَّيَاطِينُ.

=======================

وأخيرًا أسوق لكم ما قاله الناقد الكبير د. محمد رمصيص في شأن القصة الومضة حيث قال:
” إن قصر هذا الجنس الأدبي ليس خاصية كمية بقدر ما هو خاصية جمالية. بمعنى أن اعتماده على التكثيف والحذف يجعله يترك وحدة الانطباع من جهة، ومن جهة ثانية يعوض قصره بامتدادات المعنى وتداعيات الدلالة من خلال جعل القارئ في قلب تشكيل دلالة النص وملأ بياضه وفراغه.. لكن هذا يستدعي من القاص كذلك دقة انتقاء اللحظة القصصية واعتماد النهاية غير المتوقعة والمفاجئة..وبالتالي نهجه لكتابة مجازية تحيل ولا تصرح، ترمز ولا تقرر “.
ومن خلال ما تقدم يتضح لنا جليًا إن القصة الومضة لا تنشغل كثيرًا بالحدث والأحداث بل جل اهتمامها أن تؤدي غرضها الفني في أن تبرق وتشع داخل النص القصصي وفي وجدان المتلقي. وحينما يتوافر في القصة الومضة التكثيف, والموحيات والدلالات, ومعهم المفارقة والخاتمة المدهشة الصادمة التي تصل ألى حدّ الإثارة وتحفيز مخيلة القارئ تجاه ما يقرأ ويتفاعل معه وينفعل به, فهي قصة ومضة بكل ما تحمله الكلمة.

والآن إليكم بعض الومضات التي تحتوي في متنها على التنويه إلى مقومات القصة الومضة(ومضات في فن القصة الومضة).

وَمْضَةٌ
اعْتَنَقَتْ التَّقْرِيرِيَّةَ؛ كَفَرَ بِهَا الْقُرَّاءُ.
…………………………
وَمْضَةٌ
تأبَّطَتِ الإِيحَاءَ؛ صَدَحَتْ بِالفِكْرِ مَعانِيهَا.
…………………………..
وَامِضٌ
صَرَّحَ بِالْمُرادِ؛ ثارَ الْإِيحاءُ.
…………………………..
وَمْضَةٌ
عَشِقَتْ المُفَارَقَةِ؛ حَزَمَتْ حَقائِبَها الْأُلْفَةٌ.
……………………………
وَمْضَةٌ
أَسْهَبَ في كَلِمَاتِها؛ تَضَاءلَتْ الْبَلاغَةُ.
………………………
وَمْضَةٌ
حَرَّكَ حُروفَها؛ سَكَنَ الْمَعْنَى.
………………………………
وَامِضٌ
أَمْسَكَ بِالإِيحاءِ؛ هَرَبَتْ مَذْعورَةًَ الْمُباشَرَةُ.
………………………………
وَمْضَةٌ
انْتَهَِجَتْ التَّقْرِيرِيّةَِ؛ تَاهَ الإبْدَاعُ.
………………………………
وَمْضَةٌ
ارْتَدَتْ ثِيابَ الْأَمْثَالِ؛ شَحَذَ النُّقَّادُ أَقْلَامَهُمْ.
…………………………..
وَمْضَةٌ
ارْتَدَتْ ثِيَابَ الْخَبَرِ؛ كَشَفَ النُّقَّادُ عَوْرَتَهَا.
……………………………..
وَمْضَةٌ
سَقَطَتْ فِي جُبِّ الْحَشْوِ؛ نَصَبَ الْأَدَبُ سَرَادِقَ الْعَزَاءِ.

=======================

ما الفرق بين القصة الومضة والقصة القصيرة جدًا؟

للأجابة على هذا السؤال وكي نستشف الفرق بين هذين الجنسين الأدبيين وقد أصبحا قبلة الأدباء مع تسارع إيقاع الحياة والضغوط الحياتية التي حالت بين المهتمين بالأدب والناس بصفة عامة وبين القراءة الطويلة.
سوف نقوم بعمل مقارنة بين نصين أحدهما قصة قصيرة جدًا والأخرى قصة ومضة.

القصة القصيرة جدًا هي نص (قسوة) الفائز بالمركز الأول في مسابقة نجم العام التي أقامتها مجلة أخبار نجوم الأدب والشعر.

قَسْوة
وَقَفتْ سيّارتُها الفَارِهة في إِشارةِ الْمُرُورِ وهِيَ تهدْهدُ قطّها ذَا الفِراءِ الكَثِيف وترْجُوه أنْ يَتنَاول منهَا قِطعة اللحْمِ المُدخّن والقِطُّ يَأبي وَلمْ تلحَظ ما سالَ مِنْ لُعابِ الطفْل الَّذِي يمسَح نَافِذة السَّيَّارَة.
النص للكاتبة الصاعدة / مروة سعيد علي / مصر

أما القصة الومضة فهي قصتي(جزاء) الفائزة بالمركز الأول في الرابطة العربية لمسابقات القصة الومضة.

جَزَاء
صَدَحَت حَنَاجِرهم بنَشِيد الحُرّيَّة؛ صَفَّقت لَهُم المَشَانِق.

أ – نلاحظ في القصة القصيرة جدًا والتي أمامكم الأن أن الحدث فيها متصاعدًا ومتطورًا وإشكاليًا.
بدأ بسيطًا بوقوف السيارة الفارهة في إشارة المرور ثم بدأ يتصاعد ويتطور حيث تهدهد قطها وترجوه أن يتناول قطعة اللحم المدخن والقط يأبى.
أما في قصتي الومضة(جزاء) والتي هي أمامكم الأن نرى أن الحدث فيها جامدًا وساكنًا كمادة خام لم يتم تصنيعها بعد (صدحت حناجرهم بنشيد الحرية، صفقت لهم المشانق.) ليس هناك تطورًا أو تصاعدًا في الحدث بل هو جامد وساكن
ب – نجد عدد الكلمات في القصة القصيرة جدًا قد تجاوز الثماني كلمات بينما في القصة الومضة لم يتجاوز هذا العدد من الكلمات
ج – نجد في القصة القصيرة جدًا هناك شخصية محورية وهي صاحبة السيارة، وهي من خلال أحداث القصة تبدو عليها معالم الثراء الفاحش، وذلك من خلال السيارة الفارهة، والقط الذي تهدهده.
ثم تبرز لنا القصة الشخصية الثانية في توظيف الحدث المتنامي وهو القط المدلل، والذي يأبى أن يتناول قطعة اللحم المدخن.
ثم تأتي الشخصية الثالثة، وهو الطفل الفقير المُعدم، والذي ألقى به الفقر والعوز إلى الشارع، حارمًا إياه من أبسط حقوق الطفل، وهي المأوى، والرعاية، فكان مصيره مسح زجاجات السيارات أثناء توقفها في إشارة المرور مع لعابه الذي يسيل على قطعة اللحم.
أما في قصتي الومضة فالشخصية المحورية كانت واحدة حيث كانت لهؤلاء الثوار الذين صدحت حناجرهم بنشيد الحرية، والذين هم بالطبع يفتقدون هذه الحرية..

=======================

ما هي القصة الومضة؟

هي كلام منثور يدل على معنى مراد مشروط بالتكثيف والإيحاء والمفارقة والنهاية المباغتة.
فالقصة الومضة لا يهمها الانشغال بسرد الحدث والأحداث بل جل اهتمامها أن تقوم بغرضها الفني في أن تلمع وتبرق داخل النص وفي عقل ووجدان القارئ.

كيف تكتب قصة ومضة؟

1- القصة الومضة مكونة من ثماني كلمات كحد أقصى وتتكون من فقرتين أو أكثر.
2- يجب أن تشتمل القصة الومضة على ثلاثة عناصر أساسية هي:
أ – العنوان:
ويكتب في سطر منفصل أعلى النص ويكون خاليًا تمامًا من علامات الترقيم وغير مقفول بنقطة وليس قبله أو بعده أية علامات أو نقاط.
ب – جسد النص:
ويتكون من الفقرة الأولى وبعدها مباشرة علامة الترقيم دون فاصل بينهما ثم الفقرة الثانية والتي تكون بينها وبين علامة الترقيم فاصل ثم نقطة القفل دون فاصل بينها وبين جسد النص.
ج – لا بد أن يشتمل نص القصة الومضة على المقومات الأساسية والتي ذكرناها سابقا وهي التكثيف والمفارقة والإيحاء والخاتمة المدهشة والمباغتة.

والآن أسوق إليكم بعضًا من القصص الومضة الفائزة بالمراكز الأولى في مسابقات رابطة أدباء القصة الومضة (حسن الفياض).
سرقةٌ
كشفَ بناتِ أفكارِهِ؛ اغتصبوهنَّ.
إياد السلمان / العراق
……………………………..
جزاء
أحرق دفاتر عشقها؛ أعمى عينيه رمادها.
نداء الجنابي / العراق
……………………………..
ثورة
حلمت بليلة عرسها؛ اغتصبها الفساد.
ياسمين محمد / مصر
……………………………..
ثَمَن
سَما بِفكرهِ؛ عاَشَ غَريباً.
أنسام هاني الفقيه / الأردن
……………………………..
ساسة
ارتَدوا سرابيل الملوك؛ تَمَزَقتْ جلابيب الرّعية.
أمل حمزة خضير / العراق
……………………………..
سجينٌ
رَسمَ باباً مفتوحاً؛ أغلقَتهُ رَكلاتهم.
فاضل حمود الحمراني / العراق
……………………………..
نغم
عزفت على وتر الحقيقة؛ زهدوا في سماع لحنها.
خلود أوس / سوريا
……………………………..
حاكم
رممَ شروخ الوطن؛ ثارت عليه الزواحف.
محمد نور حجازي / مصر
……………………………..
فقير
منّوا عليه بالصّدقات؛ تعفّف جوعه.
د. فريال أحمد / الجزائر
……………………………..
تيه
تَركوا النُّورَ خلفهُم؛ تَعثَّروا في ظِلِّهم.
عبدالكريم بالوش / سوريا
……………………………..
تحرر
خرجت عن صمتها؛ تصدعت الجدران.
أمل محمود / سوريا
……………………………..
وطن
تقاسموه؛ نزفت الخريطة.
مطيع النعيم / السودان
……………………………..
جهلٌ
احتلّ الأرض؛ اِنتفضَت الكتب.
هبة أحمد غصن / لبنان
……………………………..
حالمة
بنت لقلبها صرحًا؛ سكنه عابر سبيل.
إلهام شرف  / مصر
……………………………..
بعل
أعماها الحب عن دمامته؛ تزوج عليها.
نشأت عادل / فلسطين
……………………………..
عاشقة
سجنت مشاعرها؛ حررتها لغة العيون.
محمد وجيه / مصر
……………………………..
مناضل
فقأ عيونهم؛ أبصروه.
خيري الأزغل / مصر
……………………………..
نبل
غرسوا في طريقه الأشواك؛ انتزعها من صدورهم.
د.سعاد السيد / مصر
……………………………..
مُهجَّرٌ
أقبلَ العيدُ؛ جدّدوا خيمتَهُ.
رائد الحسن / العراق
……………………………..
شهيدٌ
سالَ دمهُ؛ تجمدت عروقُ الطغاة.
عبد اللطيف الصالح / سوريا
……………………………..
طاغية
طالبوه بالعدالة؛ أعدم القضاة.
الهواري سعودي / الجزائر
……………………………..
ثعلب
سمع أنين الأسد؛ غازل اللبوة.
ربيع خليل علي / السودان
……………………………..
فضاء
أحكم إغلاق غرفتها؛ تسربت عبر هاتفها.
مصطفى محمد نور / السودان
……………………………..
حَوَّاءُ
خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ أَعْوَجَ؛ اِسْتَقامَتْ بِهَا الحَياةُ.
فاطمة عطا حسنين / مصر
……………………………..
إغراء
تركت خلفها عطرًا؛ تبعتها الطرقات.
أميرة عبد الرازق / السودان
……………………………..
فنان
رسم وطنه؛ بكت الألوان.
كفاح دبيس الحمران / فلسطين
……………………………..
مصير
تشبّث بعشق الوطن؛ تلقّفته الشّهادة.
نجاة العامري / تونس
……………………………..
تملك
حررته من وحدته؛ استعبدها.
نوجا الباز / مصر
……………………………..
مهرّج
أضحك عرضه الجمهور؛ أبكى ذاته.
أحمد آيت داوود / المغرب
……………………………..
مشرّد
رسمَ بيتاً؛ بكتِ الورقة.
ميادة مهنا سليمان / سوريا
……………………………..
أنثى
ارتدت حياءها؛ غض الطريق طرفه.
محمد أبوالحسن / السودان
……………………………..
سياسة
راودها؛ قضَّت مضاجعه.
أمين نجيب الخضر / سوريا
……………………………..
مطلقة
خلعته؛ ارتدتها الألسن.
سمر العبيدي / العراق
……………………………..
قلم
نزف؛ ارتوى الورق.
محمد عبد الفتاح / مصر
……………………………..
انترنت
نهضت ثورته؛ تثاءبت الكتب.
عمر محمد نور / السودان
……………………………..
كتاب
صادقه العنكبوت؛ انتحرت الثقافة.
مختار ديقوني / السودان
……………………………..
طموحٌ
اتّسعَتْ أحلامُهُ؛ ضاقَ صدر اليأس.
مصطفى الخطيب / سوريا
……………………………..
مدمن
ابتعد عن شرب الخمر؛ أسكرته رائحة التوبة.
عبد الخالق أبوبكر الحاج / السودان
……………………………..
رغيف
قسّموه؛ وحدهم.
محمد ممدوح / مصر
……………………………..
متقوقع
استدعاه الحاضر؛ اصطحب ماضيه.
عبد الخالق أبو بكر الحاج / السودان
……………………………..
عصامي
بنى نفسه؛ طالبوه بالتَّرخيص.
أحمد طرشان / مصر
……………………………..
استقرار
أغرقها في بحر تجاهله؛ طفت فوق مخيلته.
هيا العيد / السعودية
……………………………..
وصوليون
تَسلَّقوا أكتافَ الضّعفاءِ؛ بَلغوا قِمَمَ الرَّذيلةِ.
حسن كطوف السعيدي / العراق
……………………………..
وطن
كسوه بالأكاذيب؛ تعرى.
سحر حسين محمود / مصر
……………………………..
ملاحظة
جميع الومضات الواردة في المقالة ولم يُكتب تحتها اسم صاحبها هي من تأليف كاتب المقالة
……………………………..

القاص / حسن الفياض



هناك تعليق واحد:

  1. القاص حسن الفياض،اسم على مسمى،فياض بالمعرفة.تحياتي وتقديري لما أفضت عليها من عميق الشرح فجاءت المقالة مثلك وارفة الظلال.

    ردحذف