الخميس، 3 مايو 2018

المتحف القومي للحضارة المصرية


يقع المتحف القومي للحضارة المصرية بالقرب من حصن بابليون ويطل على عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة علي مساحة 33.5 فدان. ويستوعب المتحف خمسون ألف قطعة أثرية تحكي مراحل تطور الحضارة المصرية بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصري في مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ حتي وقتنا الحاضر، كما يحتوى على نماذج وصور فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحف فنية وآثار من العصر الحجري والفرعوني واليوناني الروماني والقبطي والعربي وحضارة السودان والعصر الحديث. ويطل موقع المتحف على بحيره طبيعية وهي بحيره عين الصيرة.

نواة متحف الحضارة:
 جاءت فكرة إنشاء متحف يضم تاريخ الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، خلال زيارة الملك فاروق لأوروبا، وكانت الفكرة قد دخلت في حيز التنفيذ عام 1936 وتمت دراسة المشروع وجوانبه عن طريق لجنة من علماء التاريخ والآثار والمتاحف، صممه وأشرف على تنفيذه مصطفى بك فهمي، وتم تخصيص طابق في السراي الكبرى، وألحقت به قاعتان كبيرتان فى الطابق الذي يليه، وذلك لعرض عهد محمد علي حتى وقت إنشاء المتحف وافتتاحه في 1949.

وقد أطلقت مسميات عليه مثل "متحف الحضارة المصرية الحديثة، متحف الجزيرة، مبنى السراى الكبير، سراى النصر، مبنى القبة السماوية"، وما زال هذا المبنى قائمًا في ساحة دار الأوبرا المصرية. أما قاعة المدخل فتحتوي على تمثال لرجل الكهوف، بجانب مجموعة أوان وآلات حجرية، وعرض ديورامات تمثل معيشة الإنسان في ذلك العصر، وتم رسم مناظر في أعلى الجدران تبين مراحل التاريخ حتى توحيد الجنوب والشمال. وكانت القاعات الأخرى التي شملها المتحف هي: "القاعة الفرعونية، قاعة العصر اليوناني الروماني، العصر القبطي، العصر الإسلامي في مختلف عصوره، حملة نابليون على مصر، الروابط التاريخية بين مصر والسودان، قاعتان للعصر الحديث".

حملة دولية لإنشاء المتحف الحديث:
 في مارس 1982م، قامت اليونسكو بالإعلان عن حملة دولية، لإنشاء المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، ومتحف النوبة في أسوان، وأن يكون ذلك بالتعاون بين اليونسكو والسلطات المصرية وتتولى التنسيق اللجنة التنفيذية للحملة الدولية.

وتم اختيار منطقة الفسطاط لتكون مقرا لمتحف الحضارة فى عام 1999،وتم عمل الحفائر الأثرية بموقع المتحف في الفترة من 2000 حتى 2005، وتم وضع حجر الأساس لمبنى المتحف في عام 2002، بجانب أن الفسطاط هي أول عاصمة لمصر، فالموقع يقع بالقرب من حضارة المعادي التي تعد إحدى مراحل تطور الحضارة قديمًا، وقربه من أهرامات الجيزة وحصن بابليون ومجمع الأديان والقاهرة التاريخية وجامع محمد علي من العصر الحديث، بذلك يعد المتحف نقطة التقاء كل هذه الحضارات، وفي 2011 ضُم جزء من بحيرة عين الصيرة لأرض المتحف.

الموقع والمساحة:
يقع المتحف القومي بمنطقة الفسطاط في مصر القديمة ويطل على بحيرة عين الصيرة. تبلغ مساحة المتحف حوالي 33,5 فدان منها 130 ألف متر مربع من المباني، ومن المتوقع أن يضم 50 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور مصر القديمة وحتى التاريخ المعاصر، ويضم مجموعة من المخازن لحفظ الآثار مجهزة بأحدث التقنيات.

التمويل والتصميم:
المتحف من تصميم المهندس المعماري المصري الغزالي كسيبة فيما صمم قاعات العرض الداخلي المهندس المعماري الياباني أراتا إيسوزاكي. وسوف يعرض المتحف الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الآن باستخدام أساليب متعددة مما يسلط الضوء على التراث المادي والمعنوي للبلاد.

يشيد المتحف بتمويل مصري كامل يتوزع ما بين صندوق إنقاذ آثار النوبة بنسبة 45%، والمجلس الأعلى للآثار بنسبة 55%، فيما تقدم منظمة اليونسكو الدعم الفني في مجال التدريب، والاستشارات حول كيفية تنفيذ المتحف، بطرق علمية حديثة.

قاعات العرض:
سيتم عرض مقتنيات المتحف في 9 قاعات منها معرض رئيسي دائم عن أهم إنجازات الحضارة المصرية، مع ستة معارض موضوعية تغطي فجر الحضارة، النيل، الكتابة، الدولة والمجتمع، الثقافة، المعتقدات و الأفكار، ومعرض المومياوات الملكية.

يتضمن المتحف مساحات مؤقتة واسعة للعرض، قاعة ومركز للتعليم والبحث، فضلا عن معرض متعلق بتطور مدينة القاهرة الجديدة. وسيكون بمثابة مكان لمجموعة متنوعة من المناسبات، بما في ذلك عرض الأفلام والمؤتمرات والمحاضرات والأنشطة الثقافية و سيستهدف الجماهير المحلية والوطنية والدولية.

مراحل المشروع ومراحل الافتتاح:
المرحلة الأولى: الحفائر وتهيئة الموقع
المرحلة الثانية: تبلغ تكلفة تلك المرحلة 400 مليون جنيه وتتضمن إنشاء المبنى الإداري والمعامل والمخازن، والمنظومة الأمنية.
المرحلة الثالثة: تبلغ تكلفة تلك المرحلة 500 مليون جنيه، وتتضمن إنشاء محطة كهرباء و3 قاعات من إجمالي 9 قاعات بالمتحف، على أن تكون أحدها مخصصة لعرض المومياوات الملكية، وأخرى خاصة بمتحف العاصمة الذي سيعرض للزائرين رؤية حية للمناطق الأثرية بالقاهرة، أما القاعة الثالثة فستكون مخصصة للعرض المركزي و تلقي الضوء على أهم إنجازات الحضارة المصرية في تسلسل تاريخي منذ ما قبل التاريخ وحتى الآن، ومن المنتظر أن تنتهي تلك المرحلة بنهاية عام 2018.

الافتتاح الجزئي:
في فبراير 2017 افتتح خالد العناني وزير الآثار المتحف بشكل جزئي بحضور العديد من الشخصيات العامة العالمية والمحلية. تضمن الافتتاح قاعة عرض مؤقت حول "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور"، على مساحة 1000 متر مربع تضم حوالي 420 قطعة أثرية تحكى تطور الحرف المصرية على مر العصور التاريخية وحتى الآن.



















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق